الكلمة اليوم في العالم العربي اصبحت جريمة و اصبح من يتكلم بغير مفهوم المجتمع اصبح غريب و غير مرغوب به و كأنه ارتكب جرما . هذا الطبع و الاعتقاد هو راسخ في ذهون العرب و المسلمين الذين لم يتعملوا ان الكلمة و الكتابة هي حرية شخصية يقولها اي انسان و هو حر فيما يقول ,عندما يكتب الانسان العربي فهذا الانسان هو انسان جديد على مفهوم الكلمة . اربط هنا الكلمة بالحرية التي اتمنى ان تكون قوة جبارة تعصر عقول الاعراب و شيوخ الدين الذين لا يودون ان يسمعوا هذه الكلمة في اي مجتمع لان بمجرد ذكر هذه الكلمة فسوف تنسف قوتهم القدسية و سوف يشن عليهم انتقاد قوي و لن يستطيع اي احد منهم الرد على اي كلمة حرة من انسان حر .
صعب جدا على الانسان العربي المسلم ان يتعلم كيفية الاصغاء الى من يخالفه الرأي و انما تعود ان يقول سمعا و طاعة و ان يتمم هذا الرأي الذي تلقاه و لا يوجد في التراث العربي يعلم الشاب العربي معنى الجدل البناء و الاصغاء و احترام الرأي ,فعندما تترسخ هذه المفاهيم في العقول العربية و المسلمة نبني انسان عربي حر يسمع الرأي و يتقبله او يرفضه و بالمقابل يقول رأيه بكل حرية فالكلمة اليوم في عالمنا العربي مقتولة من قبل شيوخ الدين و شيوخ الاسلام السياسي الذين لا تستطيع ان تنتقد عملهم و طريقة معيشيتهم و قوانينهم التي يريدون تطبيقها على البشرفا باعتقادهم انهم يملكون الحقيقة الكاملة و لا احد يملكها غيرهم !
اذا لم يتعلم الانسان العربي كيفية احترام الاراء و يتعلم كيف ان للحرية عالم اخر غير الذي يعيشونه الان فلن تستطيع اي قوى في العالم من تغيير هذا العقل العربي .
لن يتوفر هذا المناخ لتغير العقل العربي من انسان اقصائي لا يتقبل الرأي و الرأي الاخر الا باعادة قراءة الدين و قراءة التاريخ العربي و الاسلامي قراءة جديدة و فكرية جديدة و نقدية و من هنا تكون الانطلاقة الى اجواء صحية ديمقراطية .
و لا ننسى انه من المفروض ان يكون الدين تجرية شخصية و لا يتدخل في امور الناس و السياسية و الاقتصاد و غيرها و انما يكون شخصي و اي انسان حر في معتقده و طريقة تعبده .
انا في اعتقادي ان العرب ككل في دوامة كبيرة و سوف يخرجون من هذه الدوامة بعد مدة طويلة و هذه الدوامة اسمها دوامة الحرية التي هي صعبة جدا لانها كلمة صغيرة الحجم و لكنها كبيرة المعني و هي ايضا عبأ اكبر على الشخص نفسه اولا لان الشخص العربي لم يتعلم ان يقابل الوجود بكلمة صغيره كهذه .
سوف تبقى هذه الكلمة ترن في اذاني و تأن في قلبي و روحي الى ان يفهم المسلمين المعاصرين و العرب خاصة ما معنى هذه الكلمة الجميلة.
-----
الكاتب في وطني يتكلم كل لغات العالم الا العربية فلدينا لغة مرعبة قد سدوا فيها كل ثقوب الحرية
--------
لست ادري , ماذا يقول الشاعر ؟
وهو يمشي في غابة من خناجر ....
أطلقوا نارهم على المتنبي .
وأراقوا دماء مجنون عامر.
لو كتبنا يوما رسالة حب..
شنقونا على بياض الدفاتر
ما بوسع السياف قطع لساني
فالمدى أزرق .. وعندي أظافر.
شعر نزار