Sunday, April 26, 2009

موضوع النبوة يثير جدالاً عميقاً في كافة المجتمعات، فهناك من ينكره وهناك من هو على استعداد لأن يموت من اجله. فموضوع النبوة يجري في خط موازي لنظرية داروين في التطور ولذا لا يمكن لهما إن يلتقيا. فنظرية داروين تقول بتطور الحياة من حيوانات بخلية واحدة "الاميبا" إلى الإنسان في شكله الحالي ماراً بمراحل متعددة من النمو والتطور. والأديان السماوية تقول بان الله خلق آدم وحواء ومنهم انتشر الجنس البشري في الأرض، ولذا أرسل الله الرسل لهدايتهم. وقد يسأل سائل : ما الحكمة في ذلك؟ ما دام الله قد خلق الإنسان، وهو القادر على كل شئ، لماذا لم يخلقهم كلهم مؤمنين؟ ويجيبنا علماء الأديان بان الله أراد إن يختبر الإنسان.

ولكن قد نسأل لماذا احتاج الله إن يختبر الإنسان وهو عالم بكل سرائره وما سيفعله في حياته من قبل إن يولد الإنسان؟ إننا نختبر الإنسان لمعرفة قدراته الفكرية أو العملية، ولكن إذا كنا مسبقاً نعرف قدرات هذا الشخص، يكون الاختبار إضاعة للوقت والجهد. وإذا كان الغرض من إرسال الرسل هو هداية البشر، فقد فشلت التجربة مرات عديدة. فلماذا استمر الله في اجراء نفس التجربة؟ فكل الأنبياء الذين يزيد عددهم عن العشرين نبياً وأرسلوا إلى بني إسرائيل، لم ينجحوا إلا في هداية جزء يسير منهم. وتعداد اليهود اليوم في كل أنحاء العالم لا يزيد عن العشرين مليون شخصاً من مجموع سكان العام الذين يزيد عددهم عن ستة مليارات من ألاشخاص. وأظن المنطق يقنعنا إن تجربة إرسال كل هؤلاء الأنبياء إلى بني إسرائيل كانت تجربة فاشلة. وقد قتل بنو إسرائيل بعض هؤلاء الأنبياء كما يخبرنا القرآن، وقد عاقب الله كل الأمم التي بعث فيهم رسولاً بأن خسف بهم الأرض أو أرسل عليهم الزلزال أو الصيحة التي دمرتهم ودمرت مساكنهم لان اغلبهم لم يؤمنوا.

وفي عهد نوح أرسل طوفاناً اغرق الزرع والضرع وكل البشر ماعدا نوحاً وأهله الذين آمنوا به. وبعد إن رأى أهل نوح ما حدث للذين لم يؤمنوا، عادوا بعد أجيال إلى الكفر والعصيان مما اضطر الله إن يرسل لهم عدة أنبياء آخرين، وتكررت نفس عملية خسف الأرض والدمار. وحتى في العهد الحديث نسبياً عندما أرسل الله موسى إلى بني إسرائيل، لماذا أرسل الله موسى وهو يعلم إن بلسانه عقدة ولن يستطيع إن يقنع الناس، ومهمة الرسول الأولى هي تبليغ الرسالة، ولذا يجب إن يكون فصيحاً، فاضطر موسى أن يسأل الله إن يرسل معه أخاه هارون؟ لماذا لم يرسل هارون وحده؟

ومما يثبت فشل تجربة الرسل إن بني إسرائيل عندما قادهم موسى في هجرتهم من مصر ورأوا إن الله قد شق لهم البحر وانجاهم واغرق فرعون وجنده، وانزل لهم المن والسلوى من السماء ليطعمهم، لم يقتنعوا بوجوده أو برسالته فصنعوا لأنفسهم عجلاً من ذهب وعبدوه. فهل هناك معجزات أكثر من هذه لتقنع الناس بوجود الله؟ فإذا لم يقتنع بنو إسرائيل بعد أن رأوا كل هذه المعجزات، إلا يقنع كل هذا الله بأن إرسال الأنبياء لا يجدي فتيلا؟

1 comment:

  1. السلام عليكم ، تساؤلاتك حلوة ، و لكن ..
    شوف انا ماعندي أشياء مسلمة بها بالحياة إلا القرآن بالنهاية و كل شي ينذكر فيه .

    أكيد الله يقدر يدخلنا كلنا الجنة لو يبي و يقدر يسوي أي شي لأنه مثل ما تدري العلي القدير ، بس إحنا كبشر لازم تصير أسباب علشان نستوعب الشي . و على اساس هالشي إحنا نكتشف هالأسباب بالنظر و التأمل فيها و معرفة الطريقة يلي تصير فيها مثل ما اهو بالفيزيا و غيرها من العلوم ،لأن لو كل شي يصير بدون سبب نعرفه.. عيل من الغباء إن إحنا خلقنا علشان شيين: 1 - عبادة الله ، 2 - عمارة الأرض .

    قصة بدء الخليقة و نزول سيدنا أدم من الجنة فيها معان فلسفية كثيرة تدور عن هالحياة ، ما راح أغوص فيها ، بوجه العموم أول معصية و أول استغفار و أول جريمة قتل و أول خيانة كلها أمور لخصت الإنسان كإنسان .

    أما مسألة هالإنسان مخير او مسير ، و إن كان الله من الأساس راسم لنا الطريج فا ليش نتعب نفسنا ، انا كإعتقاد شخصي إن الله راسم لكل شخص مسار معين في حياته + عطاه عقل يقدر يميز بين الأشياء و يحلل المواقف و يتخذ قرار .
    المهم إن راح تعيش مثل ما انت مكتوب لك و تلاقي إن في أشياء بحياتك تصير وياك بسهولة هالأشياء إهي الأشياء يلي الله مخليها أسباب علشان تعيش الحياة يلي اهو كاتبها لك . لكن إنت بإيدك تغير هالشي إذا إنت استخدمت عقلك و عرفت الصح من الغلط تقدر ترسم طريج ثاني لحياتك و لو انه بصعوبة بس هالصعوبة علشان تثبت حق الله إنك انت مؤهل إنك تكون الشي يلي ببالك .
    و كقناعة شخصية بعد الله عمره ما يضر بني آدم إنت شنو تسوي اهو يسهل لك .

    و ترى في وجود الخير والشر ، و الموجب و السالب فلسفة .. إلا إن كل شي له زوجان و ماكو شي بالعالم يستقل بروحه إلا كما قال الله في الآية الكريمة : " قل هو الله أحد " .

    و أسف على الإزعاج و إنشاء الله قدرت أوصل الفكرة يلي ببالي بطريقة صح و بكل موضوعية .. و ترى بالأخير كل يلي قلته قناعات شخصية .

    ReplyDelete